العيّالة فن من فنون الأداء الشعبي في دولة الإمارات العربية، وهي الرقصة الوطنية الأولى المفضلة لدى الحكام والأعيان والعامة. وارتبطت العيالة تاريخياً بثقافة وشهامة أهل الصحراء، وتعد تقليداً تراثياً وثقافياً يرمز إلى الماضي والهوية والتاريخ. وقد أصبحت اليوم وسيلةً ترفيهيةً لا سيما في الاحتفالات الوطنية والأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية.
أنواع العيّالة
ومن المعروف أن للعيالة أنواع عديدة منها العيّالة التي نشأت في مجتمع البادية والواحات الصحراوية وتسمى عيالة أهل البر أو رزفة العيّالة وقد اشتهرت بها بعض القبائل في أبوظبي والعين، ويؤدّى هذا النوع من العيّالة عند أهل البادية، ولا يرافقه أي لحن موسيقي، بل هو (رزيف) أي يرزفه المؤدون بدون إيقاعات أو آلات مصاحبة، وتقترب لغة الرزيف من الشعر الفصيح. أما النوع الثاني فهي العيّالة الساحلية وتسمى عيّالة أهل البحر أو عرضة العيّالة ويؤديها أهل الساحل أي الحضر من مدينة أبوظبي إلى الفجيرة بألحان ثلاثية الإيقاع. ولها آلات إيقاعية مرافقة للإنشاد كالكاسر والرحماني والدفوف والطوس.
أداء العيّالة
تحاكي العيّالة رقصة المعارك قديماً حيث يتواجه صفان من الرجال يحملون عصياً رفيعة من الخيزران ترمز إلى السهام أو السيوف. ويتبادلون الحركات المنتظمة كرمزٍ للنصر أو الهزيمة وهم ينشدون شعراً حماسياً محركين رؤوسهم وعصيهم بحركات متناغمة مع قرع الطبول. يقود العرض شخص قيادي يُطلق عليه "الأبو" أو "الرأس".
يتخلل الصفان قارعو الطبول "أهل الزانة" و"اليويلة" ويدورون في شكل حلقة وهم ممسكون بسيوفهم أو بنادقهم ثم يقذفونها من وقت إلى آخر في الهواء، وفي المقدمة تقف النعاشات.
النعاشات
تؤدى رقصة النعاشات مع ''العيالة'' حيث تتقدم الفتيات صفي عرضة العيالة، ويقمن بتحريك شعورهن من جانب إلى آخر، كرمزٍ عن الثقة التي يشعرن بها بسبب حماية المؤدين الذكور لهن. وتتميز "النعاشات" بطول الشعر باعتباره عنصراً مهماً في أداء الحركات الإيقاعية لهذا الفن، إذ تغطي الفتيات وجوههن أحياناً بالشعر الطويل أثناء تمايل رؤوسهن. وتؤدي الفتيات الحركات الاستعراضية انسجاماً مع إيقاع الموسيقى التقليدية المرافقة للعيالة، وترتدي الفتيات الثوب التقليدي المزركش والذي يطلق عليه "المخور"، وغالباً ما تتزين الفتيات أيضاً أثناء الأداء بأنواع من الذهب أو الحلي كـ "المرتعشة" أو "المرية" وغيرها من الإكسسوارات.
الآلات الإيقاعية في العيالة
تعتمد العيالة على عدد من الآلات الإيقاعية التي تستخدم في تقديم اللحن والإيقاع الحماسي في عروضها، وهي: "طبل الرأس" وهو عبارة عن طبل كبير ذي صوت مرتفع، و"التخامير" وهي الطبول الأصغر وكذلك "الدفوف" وهي الطبلة التي يتم الدق عليها يدوياً، بالإضافة إلى بعض الآلات المساعدة كالطوس (الآلات نحاسية) والعصي (الخيزران).
والطبل آلة إيقاعية قديمة، يصنع عادة من جلد الماعز بأشكال وأحجام مختلفة، وتستخدم عادة لإخراج أصوات مختلفة وأداء وظائف متنوعة، يتم الضرب عليها باليد حسب ما هو شائع، أو بواسطة عصا مصنوعة من جريد النخيل.
العيالة في اليونسكو
نجحت دولة الإمارات العربية في تسجيل "العيالة" ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو في نوفمبر عام 2014م، وذلك بالتعاون مع سلطنة عُمان. ومن شأن هذا التسجيل أن يعزز الهوية الوطنية لدى أبناء الإمارات ويعمق الشعور بالفخر والاعتزاز بالتراث الوطني باعتباره جزءاً من تراث الإنسانية جمعاء، ويساعد في نقل المعارف والمهارات والقيم المرتبطة بالعيالة من جيل لآخر، والإسهام في خلق الاحترام والتفاهم والسلام بين الشعوب.