بدأ تاريخ البن في جبال كافا في أثيوبيا، وبعدها انتقل إلى اليمن وشبه الجزيرة العربية، حيث كانت تنمو الشجيرات المغطاة بحبوب حمراء صغيرة. وخلال فترة وجيزة، اكتشف العالم المزايا المنعشة والمنشطة لهذه الحبوب الحمراء الصغيرة، والتي تحظى بتقدير في جميع أنحاء العالم اليوم عند معالجتها وتحويلها إلى بن.
ويُحضر المشروب، الذي ذكر في حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة، عن طريق تخمير هذه الحبوب التي كانت تسمى "قهوة"، والتي تعني اليوم "البن" باللغة العربية. وبينما يزرع البن العربي ويحظى بتقدير في شتى أنحاء العالم، ويرتبط في كثير من الأحيان بطريقة الحياة الغربية، فإن أصوله راسخة في حقيقة الأمر في العالمين العربي والإسلامي. وحتى اليوم، تظل للقهوة تقاليدها الإماراتية الخالصة.
ويعد الاحتفاء بإعداد والاستمتاع بالقهوة نتاجًا للتراث الفريد والمعرفة المتوارثة وكرم الضيافة الأصيل. وفي الوقت نفسه، تمثل القهوة تعبيرًا عن الإبداع البشري الذي يترجم إلى مستحضر مطبخي عن طريق عمليات الدمج والمزج الفريدة أو تصعيد نكهات ومذاقات وتوابل معينة. كما تعد القهوة رمزًا للتواصل الاجتماعي والاحترام بين الناس من أجيال مختلفة يتجمعون معًا حول النار. لذا، أصبحت القهوة فنًا حقيقًيا للعيش بشكل جيد.
وترجع خصوصية نكهة ومذاق القهوة إلى أنها حقيقة ليست مجرد مستحضر بسيط من البن؛ ولكن القهوة عبارة عن مزيج من حبوب البن المخلوطة مع حبوب الهيل وتوابل أخرى مثل الزعفران والزنجبيل وماء الورد والقرفة وعناصر أخرى، وكلها مكونات لها فوائد صحية مؤكدة.
وبعيدًا عن تاريخها الثقافي والمهم، تستمر التقاليد المرتبطة بالقهوة في تعزيز رفاهية هواتها.