السدو

تعد حرفة السدو (النسيج) واحدة من الحرف التقليدية القديمة التي مارستها المرأة البدوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج العربي لتوفير الاحتياجات الأساسية لأهل البادية من الملبس والمسكن والأثاث، وتستمد هذه الحرفة موادها الأولية من البيئة المحلية، كوبر الإبل وصوف الأغنام، وشعر الماعز. واستطاعت المرأة البدوية بدورها تحويل تلك المواد إلى منسوجات بالغة الجمال والدقة والإبداع.

صناعة السدو

تمر عملية صناعة السدو أو حياكة الصوف بعدة مراحل:

المرحلة الأولى: جز الصوف، وقص شعر الماعز وجمع وبر الإبل.
المرحلة الثانية: فرز الصوف ونفشه وتنظيفه من الشوائب التي علقت به من نباتات وأشواك وأتربة ثم غسله بالماء وتمشيطه وتسليكه بالقرداش أو المنفاشة.
المرحلة الثالثة: الغزل لتحويله إلى خيوط متينة باستخدام المغزل.
المرحلة الرابعة: التلوين وفيها تصبغ الخيوط ذات اللون الأبيض التي تم إنتاجها بألوان زاهية وجذابة.
المرحلة الخامسة والأخيرة: ويتم فيها النسج أو الحياكة بنول قابل للحمل. ويتم السدو بواسطة خيوط ممتدة تربط بأربعة أوتار على شكل مستطيل.

مواد وأدوات

تعتمد حرفة السدو على مواد وأدوات وخامات تتوافر في البيئة المحلية، منها وبر الإبل وصوف الأغنام، وشعر الماعز، إضافة إلى مجموعة أدوات منها، المنفاشة والمغزل والأوتاد الخشبية "النول"، والقرن، والتغزالة، وتستخدم جميع هذه المواد والأدوات في مختلف مراحل صناعة وإنتاج السدو وتصاميمه.

الرموز والأشكال

أبدعت المرأة الإماراتية في التشكيل الفني للسدو، وتجلى إبداعها في زخرفة وإنتاج منسوجات غنية برموز وأشكال هندسية ونقوش مستوحاة من البيئة الصحراوية، ذات دلالات شعبية مرتبطة بعادات وتقاليد أهل البادية. فمثلاً نجد استخداماً لأشكال هندسية في صورة مثلثات أو نقاط أوهرميات صغيرة. كما عكست رموزها ونقوشها الفنية الكثير من عناصر البيئة المحيطة بها كأشجار النخيل والزهور والجمال والأغنام والصقور بالإضافة إلى أدوات القهوة، والآيات القرآنية، والهلال والقباب.

تسجيل السدو في اليونسكو

نجحت دولة الإمارات العربية في تسجيل "السدو" كتراث إماراتي أصيل في قائمة الصون العاجل للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في اليونسكو في نوفمبر عام 2011م، ومن شأن هذا التسجيل التعريف بهذا التراث الإماراتي الأصيل عبر الوسائل الترويجية التي تمتلكها اليونسكو كمنظمة دولية ترعى الثقافة والتراث الإنساني، وتشجع التنوع الثقافي والإبداع البشري.

 كما يعزز التسجيل الهوية الوطنية لأبناء الإمارات ويعمق الشعور بالفخر والاعتزاز بتراثهم الوطني، ويوفر فرصاً عديدة لاستمرارية هذه الحرفة، وتأمين كل أشكال الدعم لها، ويساعدها على تحقيق التنمية المستدامة. فالصون يعني نقل المعارف والمهارات والمعاني والقيم المرتبطة بالسدو من جيل لآخر. ويسهم في خلق الاحترام والتفاهم والسلام بين الشعوب.