البرقع

يعد البرقع من أهم المفردات المتعلقة بزي المرأة الإماراتية وأحد أهم مظاهر الزينة الخارجية لها منذ ماضي الأزمان، ورافق نساء الإمارات سنوات طويلة أضفى عليهن طابعاً خاصاً ميزهن في مراحل نضوجهن أو ما بعد زواجهن.

حيث تلزم المرأة بتغطية أهم معالم وجهها عندما يعقد قرانها أو كما يقال في اللهجة الإماراتية المحلية (تملك). السبب في ذلك يعود إلى سكن الأسرة الممتدة كلها في مكان إقامة واحد بدءاً من كبير العائلة حتى صغيرها وكان غير مستحب أن تكشف المرأة عن وجهها حتى على أقاربها فكان البرقع ستراً واحتشاماً.

و"البرقع" ما هو إلا نوع من أنواع القماش السميك الذي يشبه الورق يعرف بالمصطلح الشعبي (خرجة نيل)، ذهبي اللون يميل إلى السواد مع كثرة الاستعمال، وكانت المرأة في الماضي هي من تقوم بإضفاء اللون عليه فيما يتم استيراده حاليا من بلاد الهند بصورة جاهزة قابلة للقص والتشكيل، ليأخذ أشكالاً قريبة من الشكل المربع تغطي ملامح الوجه فيما عدا العينين.

ويثبت البرقع على الوجه بواسطة خيوط حمراء مجدولة وتسمى خيوط (الشبج)، وفي المناسبات والأعراس تستخدم المرأة خيوط فضية أو ذهبية بدلاً عن خيوط الشبج لإضفاء نوع من الزينة على "برقع" المناسبات.

وبتطور الأوضاع وتبدل الأحوال بدأ شكل البرقع يتغير وتدخل عليه العديد من الأمور الجديدة سواء في نوعية الأقمشة أو في طريقة التصميم أو الإكسسوارات المكملة له.

وعلى الرغم من هذه التغييرات، إلا أن موضة ارتداء البراقع قد أصبحت مقتصرة على السيدات الكبيرات بالسن وتدريجيا أخذ لباس البرقع الذي تميزت به المرأة الإماراتية في الماضي في الانحسار جيلاً بعد جيل ومما شجع على ذلك تعليم الفتاة الجامعي، وخروجها للعمل في مختلف المهن والتخصصات.

صناعة البراقع

صناعة البراقع حرفة اقتصرت على النساء فقط، حيث عمدت النساء في الماضي إلى قص البراقع من أقمشة تعرف بالشيل تجلب من الهند وهي من ثلاثة أنواع: الأحمر الذي يعد الأغلى ثمنا وتستخدمه النساء الثريات، والأصفر الأقل جودة ويرتبط بالنساء المتزوجات، والأخضر الشائع استخدامه في وقتنا الحالي.

وتبطن أقمشة الشيل بطبقة واقية، لتجنب تسرب ألوان الأقمشة الملونة على الوجه ولكن في قديم الزمان لم يكونوا يستخدمون هذه الطبقة فكانت حمرة القماش تعطي الخدود لونا جميلاً لذا كان من العيب أن تخلع المرأة أو الفتاة برقعها حتى لا يبدو وجهها مصبغا بالألوان. أما حاليا فيتم خياطة طبقة واقية أسفل قطعة قماش البراقع، ويثبت عود السيف في أوسطه، وخيوط الشبج) على أطرافه العلوية).

ويتكون البرقع من الجبهة وهي الخط المستقيم الذي يقع بداية البرقع من أعلى والذي يقطعه السيف إلى قسمين متساويين وغالبا ما يزركش خط الجبهة بالتموجات أو بإضافة النجوم أو غيرها من أدوات الزينة، وهناك عيون البرقع الخاصة بالعينين، الخرّة وهي الانحناءات النازلة والممتدة من الجبهة وحتى آخر فتحة العين من الجانبين.

وسيف "البرقع" عبارة عن عصا مصنوعة من عذق النخيل أو جريدة تهذب جيداً وتدخل من منتصف الجبهة إلى آخر البرقع ويكون موقعها في منتصف البرقع، وخد البرقع وهو القطعة التي تغطي الوجه وتكون كبيرة أو صغيرة حسب طلب المرأة، وأخيرا (الشبوج) وهي الخيوط التي تثبت على طرفي البرقع من جهتي اليمين واليسار وغالبا ما تكون من شعر الماعز أو صوف الغنم وقد تكون من خيوط البلاستيك أو من خيوط الزري الملونة.

وتعد خيوط شعر الماعز الأفضل لثباتها على الرأس إلا أنها لا تتميز بطابع جمالي مثل خيوط الزري الحديثة التي تخصص لوقت المناسبات والأفراح.

ويختلف موديل البرقع وشكله من مكان إلى آخر، فتختلف فتحة العين للبرقع حسب موطن المرأة أو المناسبة.

فالبرقع ذو الفتحة الكبيرة والمعروف بالبرقع العيناوي يكون للمناسبات وللزينة أكثر منه للحشمة وغالبا ما يكون لنساء المناطق الغربية في الإمارات، في حين أن الطابع الشائع لبراقع النساء في المنطقة الشرقية يكون أكثر احتشاماً وستراً لملامح الوجه، إذ يكون أكبر حجما وأقل بريقا من الآخر.